الجمعيات الخيرية ضرورة ملحة في المجتمعات !
نشر بتاريخ: 21/05/2023
في الثلاثين سنة الأخيرة منذ تسعينات القرن الماضي وحتى هذه اللحظة أثبت العمل الخيري التطوعي في مملكة البحرين بكل مسمياته الخيرة أنه ضرورة اجتماعية إنسانية ملحة في مختلف مدن و قرى البلاد ، ولا يمكننا بأية مبررات الإستغناء عنه ، كيف لا وهو الذي يقوم بأعمال وفعاليات خيرية وإنسانية واجتماعية كبيرة ومهمة للغاية، يستفيد منه جميع فئات المجتمع ، بمختلف شرائحه العرقية والطائفية والمذهبية ، و الأغنياء والميسورين ومن هم في الطبقة المتوسطة في الجانب الإقتصادي يرجون الثواب الجزيل من المولى جلت قدرته على دعمه المادي و المعنوي للعمل الخيري ، وكذلك تستفيد منه المؤسسات الأهلية والتجارية ، والوزارات والدوائر والهيئات الرسمية الأخرى، عندما تلعب دوراً كبيراً في دعمها الخيري والإنساني للجمعيات الخيرية التي تقدم المساعدات للأسر البحرينية المتعففة ، عن طريق دعمها وتسهيلها للإجراءات الرسمية ، التي تساعد الجميعات الخيرية الإجتماعية و الإنسانية القيام بدورها الإنساني على أحسن وجه، لا ريب أن تعقيد أو تشديد الإجراءات يعيق عمل الجمعيات الخيرية الإجتماعية ، ويقلل من نتاجها ، ويزيد من امتناع الناس عن الإنخراط في الأعمال الخيرية ، المعروف لدى الجميع أن الجمعيات الخيرية ليست من المؤسسات الربحية ، يعني ذلك أنها تعتمد كليا على تبرعات من أنعم الله عليه وصدقات ونذور الأفراد ، فأية قرارات رسمية تحد من جمع التبرعات يؤثر سلبيا بنسبة كبيرة على عطائها وعملها الخيري والإنساني والاجتماعي ، من المؤكد أن إفساح المجال لها في تنمية إيراداتها و أعمالها ، يجعلها مستقرة ماليا ومستمرة في عطاءاتها الخيرية والإنسانية والاجتماعية بشكل كبير ، لا يمكن لمجتمعنا البحريني أن يستغني عن الأعمال التي تقوم بها الجمعيات الخيرية حتى أيام قليلة ، حضورها المادي والمعنوي الدائم مع آلاف الأسر البحرينية المتعففة في معيشتها ، ورفع مستوى التعليم لأولادها وبناتها ، وتوفير العلاج والرعاية الصحية لأفرادها بالقدر المتاح لها ، وصيانة وتبديل أجهزة التبريد والتكييف وخزانات وسخانات المياه ، وفي ترميم بيوتها ، حسب قدراتها المالية ، لاريب أن تكاتف الجميع ، جهات رسمية ومؤسسات أهليه والمجتمع بكل فئاته ، يرفع من مستوى مساعداتها للأسر المتعففة بنسبة لا يستهان بها ، ولكي يستقر العمل الخيري ويستمر في خدمته للمجتمع على أحسن حال ، يتطلب من الجهات المعنية بتطوير وتنمية الأعمال الخيرية والإجتماعية والإنسانية ، وتحقيق هذا المطلب ليس بالأمر الصعب أو المستحيل إذا ما توافرت الجدية و الإرادة القوية ، التي تعطي للعمل الخيري في للبلاد زخما كبيرا في الأوساط الإجتماعية ، نأمل أن يكون لكل جمعية خيرية أو إنسانية أو اجتماعية أو ثقافية مقرا يحقق لها من خلاله أهدافها وطموحاتها في المجالات المختلفة التي أسست من أجل تحقيقها ، وجمعية مدينة عيسى الخيرية الإجتماعية المثال العملي الأسمى في تنمية نفسها وتطوير أداء إداراتها وعامليها واعتمادها على الطاقات البحرينية الشبابية المبدعة في مشاريعها الخيرية وامتلاكها مقرا راقيا ولائقا بالعمل الخيري ، جعل عملها متميزا ورائدا في مختلف الأبعاد الخيرية الإنسانية التطوعية ، وقد فتحت أبوابها لجميع الجمعيات في محافظات البلاد الأربع للإستفادة من خبراتها المتراكمة في جميع المجالات المتعلقة بالعمل الخيري ، ولن تتردد في نقل تجاربها الناجحة إلى كل من يطلبها من الجمعيات الخيرية الإجتماعية الإنسانية ، وتعتبر ذلك من صميم واجبها التطوعي تجاه مؤسسات البلاد الخيرية التطوعية .
سلمان سالم