اسعاد النفوس المتعففة
نشر بتاريخ: 25/07/2022
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:
“أحب الأعمال إلى الله، سروراً تدخله على مسلم، او تكشف عنه كربة , او تطرد عنه جوعاً , او تقضي عنه ديناً”.
.
ديننا الحنيف إضافة إلى عاداتنا وتقاليدنا الحميدة، كلاهما يحثنا ويشجعنا إلى بذل مزيد من العطاء لإدخال البهجة والسرور على نفوس الأسر المتعففة، فعندما تسنح لك الفرصة للتعامل مع مقتضيات العمل الخيري والاطلاع على واقع الأسر المحتاجة والمتعففة، وحجم المعاناة التي تعيشها في ظل الظروف القاسية التي ألمت بها، والتي من أهمها السكن الملائم للعيش فإنك ستدرك حجم النعم التي وهبها لك الله تبارك وتعالى وتدرك معنى السرور الذي كان يعنيه اشرف الخلق في الحديث الشريف .
.
إن إدخال السرور للوهلة الأولى تعني تقديم المساعدة للأسرة المتعففة، وهذا ليس بالأمر الهين أو المتيسر في كل الأحوال، فالتحديات التي تواجهها الأسر المتعففة قد تستمر لسنوات، وهنا أمامنا خياران أما أن نستمر بالدعم التقليدي بمنحها مساعدات دورية كما تقوم به أغلب الجمعيات وهم أمر محمود بلا شك أو تطوير هذا الدعم وذلك بالعمل على وضع استراتيجية تقوم على تنمية مهاراتهم وتدريبهم على مختلف الأعمال ومساعدتهم على إطلاق مشاريع صغيرة، تضمن لهم مصدر دخل مستمر ونكون فعلاً قد أدخلنا عليها السرور بإنتشالها من حالة العوز إلى الاعتماد على النفس.
.
إن أكثر ما يدخل السرور في نفوس الأسر المتعففة ومن خلال تجربتنا في جمعية مدينة عيسى الخيرية والاجتماعية هو استمرار تلمس الجمعية لاحتياجاتها المختلفة والتلطف في المعاملة معها والأهم من ذلك الوضوح في تقديم المساعدات وصون كرامتها من خلال فتح قنوات إلكترونية تتيح لها طلب أي مساعدة بكل أريحية دون حرج وما يثلج صدر هذه الاسر هي السرعة في الاستجابة ناهيك بالمساعدات التي تقدمها الجمعية دون أن تتقدم الاسرة بطلبها مثل مساعدات الشهر الفضيل وزكاة الفطر وكسوة العيد والزي المدرسي كلها أمور تحسس الاسرة بأن هناك جهة تساعدها وتقف معها وهمها أن تدخل الفرحة والسرور لها وتعمل على رفع مستواها المعيشي في حركة دؤوبة ومستمرة من أجل تأمين الحياة المعيشية لها ولو بالحد الأدنى.
.
وكما قال أمير المؤمنين (ع)
“ما من احد اودع في قلب مسلم سرورا , إلا وخلق الله له لطفا , فإذا نزلت به نائبة , جاء اللطف ينحدر كالماء حتى يزيل “
نسأل الله أن يوقفنا بأن نستمر بإدخال السرور في قلوب الاسر المتعففة وأيضا إدخال السرور في قلوب الداعمين لكون أن ذلك هدف كل من يسعى لعمل الخير.