السريع
التبرع
جميع
التبرعات
نسخ
IBAN
تحدث
معنا
×

التسامح سمة العلاقات التطوعية

التسامح سمة العلاقات التطوعية

نشر بتاريخ: 23/03/2024

التسامح سمة الأقوياء، التسامح يعبر عن حالة قوة لدى المسامح، وهو سمة إنسانية راقية لا يتوفر عليها الضعفاء، وعنوان إنساني كبير تعرفه القلوب الكبيرة، وهو والعطاء توأمان كل يرفد الآخر.

 

التسامح كصفة أساسية في العمل التطوعي:

التسامح كالشمس خيره يَعمّ … أنت من طبعك من مقتضى كمالك أن تسامح، لكن الآخر قد يستقبل هذا التسامح وقد لا تكون نفسه مهيأة لذلك، أو أنه سرعان ما ينسى الصنيع الحسن.

والتسامح في العمل التطوعي قسمان، التسامح الداخلي داخل المنظمة، أما التسامح الخارجي فهو بين الجمعية وبين عملائها الذين تقدم لهم خدماتها أو ممن يؤثرون أويتأثرون بنشاطها.  

والتسامح ذو ثلاثة اتجاهات تفاعلية

 الأول أن تسامحك يعكس راحة في نفسك وشعورًا بالسعادة بشكل لحظي وقبل أن يترك أثره على الآخرين.

الثاني يستقبله الآخرون فيولد في نفسهم الراحة والهدوء.

الثالث هو أثره الطيب على الآخر، وأثر ردة الآخر الطيبة عليك.

ويعبر عن الصفاء والنقاء والصحة النفسية الممتازة، وهو توأم التطوع والعطاء، والذي يجب أن يتميز به العاملون في المجال الخيري.

وأجزم أن الجمعيات الخيرية الرائدة وآثار عطاءاتها الكبيرة، مؤشر قوي على قدرات ومهارات قياداتها ومن أبرز هذه القدرات والمهارات هو عنصر التسامح.

أهمية التسامح في الحفاظ على العلاقات:

لا يظنَّنَ أحد من القيادات والعاملين أن التسامح مطلب الآخر بل هو مطلب لنفس المسامح قبل أن يكون للآخر، لماذا؟ لأن مقتضى أن تكون النفس كبيرة تسع بحبها الآخرين تسع بحبها وبعطائها الجميع، هو سماحتها وعفوها وتركيزها على هدفها الكبير، وأن التحديات من أمثال المختلفين معك أسلوبًا أو سلوكًا أو حتى الذين يحملون مشاعرًا غير حسنة اتجاهك هي من الفرص التي تبني بها نفسك وتقترب فيها من رضا الله.

انتبهوا أيها الإخوة … قلنا سامح وهذا لا يتعارض مع الحزم والوضوح مع الصدق والمحبة… والمهم كما يقول الدكتور إبراهيم الفقي (سامح ولكن لا تنسَ) يعني أن تسامح من أخطأ، أن تتجاهل أحيانا شيء وأن تتذكر ذلك الحدث، وتكون عندك دروس مستفادة، ذاك شيء آخر، وقيادات العمل الخيري ذكية وتتذكر ما يخدم العمل الخيري، أنت سامحت وأنت قوي، والعفو عند المقدرة أجمل.

قال تعالى {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} ” آل عمران ١٥٩”، فأنت عندما تتسامح على المستوى الفكري وعلى مستوى المشاعر وتتسامح على مستوى السلوك، فأنت تخلق أنموذجًا قياديًا تطوعيًا متسامحًا، وتملأ صفحة الكون سماحةً وتطوعًا وعطاءً وصدقًا، وبسلوكك تجبر خواطر وترتقي بالنفوس لإكمال مسيرة الحياة شكرًا لله، وتتسبب في اتساع مساحة الخير، وقال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ” النور ٢٢”.

أثر التسامح في عمل الفرق التطوعية

إنه لا يمكن الفصل بين أداء مسؤولياتنا في الجمعيات الخيرية بأحسن وجه، وبين رسالتنا الإنسانية التي تتصف بالمحبة وتشجع عطاء المحسنين وتؤكد ارتباط الناس برسول الإنسانية بالأفعال والسلوكيات التي ننهجها.

التسامح لدى الإدارات وفرق العمل التطوعي نفسها وداخل نفسها وداخل المنظمة، أساس للعطاء والخير والبركات وبدونه فلا نطلق مسمى الفرق عليها لأن أساس أن تكون فريق تطوع أن عندك أهداف واحدة ولديك توافق وانسجام بين المتطوعين وكل عنده مسؤوليات، فإذا لم يكن التسامح سمة الفرق التطوعية فلا أهداف تتحقق ولا انسجام بين المتطوعين ولا دافعية تتحرك.

فالعلاقة طردية بين التسامح في فرق العمل التطوعية والآثار الإيجابية التي تتركها تلك الصفة، فمن جهة ستكون الدافعية أقوى، والسعي للإبداع والابتكار أكبر، والتأثير الإيجابي على متلقي الخدمات وداعمي المنظمات الخيرية وذوي العلاقة أفضل، وقدرة الجمعية على تحقيق أهدافها وتأثيرها الخيري والمجتمعي والوطني أكبر والصحة النفسية وآثار السعادة تظهر على الفرق المتسامحة والمنسجمة.

وفي المقابل غياب التسامح يفقدها كونها فرق تطوعية، وتسودها عدم الثقة وسوء الظن وضعف العمل وتأثير ذلك على سمعة المنظمة.

بالمختصر غياب التسامح يعني غياب عطاء الفرق ومن ثم غياب الجمعية الخيرية عن ساحة العمل الخيري

 

علي سبت