رفقاً بها ……فهي حقاً تسعى
نشر بتاريخ: 01/09/2024
رفقاً بها ……فهي حقاً تسعى
في طوال مسيرة عطائها العملية، والتي تجاوزت في بعضها الثلاثون عاماً، مرت الجمعيات الخيرية بالعديد من المنعطفات و الصعوبات التي شكلت علامة فارقة في مسيرتها.
وكأي مؤسسة لابد لها إن أرادات الاستمرار أن تضع في حسبانها أي تغييرات متوقعة واي منعطفات مترقبة، فضلا عن محاولات التكيف مع بعض التغيرات التي لا يمكن للجمعيات تجاوزها…
ولي اليوم ثلاث رسائل.. لثلاث جهات..
الرسالة الأولى: الجمعيات
نحو عمل مؤسسي ناجح ومنظم….
بهذا العنوان يتعين على الجمعيات الخيرية تنظيم أمرها و تصحيح مسارها و توفيق أوضاعها، حيث أن الزمن الآن يتطلب لنقلة نوعية في إدارات الجمعيات وذلك عبر أتمتة عملياتها و رصدها بشكل دقيق و واضح، و إعتماد المعايير الواضحة والمرنة لتقديم المساعدات و الدعم للمحتاجين وفق رؤية مكتوبة و نظام آلي يساهم في تسيير عمل الجمعية و إستخراج التقارير و الإحصائيات بشكل تلقائي، لتكن الجمعية حينها على إستعداد تام لأي متطلبات متعلقة بالتدقيق الداخلي والخارجي.
كما أن السعي الحثيث بإدراج الكوادر و تدريبهم و تطوير قدراتهم أصبح مطلباً لا حياد عنه، وذلك لفتح المجال للشباب بشكل أكبر لقيادة هذه المؤسسات و تطويرها بما يتوافق مع التطورات الحاصلة والمترقبة سواء على مستوى الاعلام أو مستوى التواصل المباشر مع المجتمع.
الرسالة الثانية: المجتمع
ما تعطون إلا ربعكم …
نرد على هذه الكلمات بتوجيه نداء صريح للمجتمع، كل فقراء المجتمع والمحتاجين هم (( ربعنا )) و هذا مؤكد،
ولكن لا تحكم على الجمعيات لموقف مضى عليه سنوات ، ففي كل عام هناك تغييرات و تطويرات و إضافات
فكيف تحكم على جمعية لموقف تعرضت له قبل أعوام خلت!؟!
وما تحكم عليه من إعطاء غير المستحق هو حكم ظاهري لا يمكنك معرفة الحقيقة دون أن تبحث كما بحثت الجمعيات، وتقرأ المستندات كما قرأتها ..
لهذا أدعوكم لتكونوا منصفين واعلموا أن المسؤلية على عاتقكم بتصحيح مسار العمل الاجتماعي و أن المشاركة في العمل وصنع القرار خيرٌ من الانتقادات في المجالس و خلف الشاشات.
الرسالة الثالثة: المؤسسات الرسمية
رقابة لا صرامة…
من ضمن المنعطفات التي تمر بها الجمعيات هي تغير آليات الرقابة و المتطلبات لهذه التغيرات، ولا تخشى الجمعيات الرقابة بلا شك.
لكن العمل التطوعي وصعوباته ومعوقاته لا تعني أنه لن يكون هناك أخطاء إدارية أو تقديرات غير موفقة، ولهذا فالتعامل من قبل الجهات الرسمية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أسباب هذه الممارسات و دوافعها و العمل لتصحيحها قبل المحاسبة عليها.
وحتى لا يكون النفور من العمل الخيري هو نتيجة هذه التغيرات، فهذه دعوة للجهات الرسمية للاستماع للجمعيات بشكل أكبر و أن يتم التنويه على جميع الممارسات بشكل واضح لكي يتم تجنبها..
وتطوير آليات الرقابة بما يضمن استمرار العمل لا إيقافه ونفور المتطوعين منه..
ختاما…
المتطوعون هم أُناس آثروا المجتمع على أنفسهم..
وبذلوا جل طاقتهم لخدمته..
فأكرموهم بدعائكم.. وأحسنوا الظن بإجتهاداتهم….و راقبوا أعمالهم برفق.
كي لا يفقدوا الشغف و يخسر عطائهم المجتمع…
احمد طاهر
رئيس جمعية مدينة حمد الخيرية الاجتماعية